الزعيم يرفض الفراق ويخلط كل الأوراق

احتاج السد الى (82) دقيقة ليقلب تخلفه امام الغرافة بذلك الهدف المبكر الى فوز بهدفين أكد بهما ارجحيته على الفهود الذين كانوا يمنون النفس في التخلص من " العقدة " السداوية المستعصية لكنهم صحوا في الدقائق الاخيرة على واقع مزعج فرض عليهم الخسارة ومن ثم التراجع عن الصدارة لمصلحة الريان الذي بات يتفوق عليهم بفارق الاهداف عند قمة دوري نجوم قطر لكرة القدم بانتهاء جولته الحادية والعشرين.
وجاء الفوز السداوي هذا مستحقا رغم تاخره ، اذ كان هو الارجح والاخطر والاكثر قربا من مرمى خصمه اغلب زمن المباراة التي جمعتهما مساء امس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد.
فمع ان الغرافة كان قد تمكن من ان يتقدم بهدف السبق بعد مضي تسع دقائق فقط بواسطة هدافه البرازيلي كليمرسون الا انه كان قد مال كثيرا الى الجانب الدفاعي وراهن على الهجمات المرتدة اغلب الاحيان على العكس من السد الذي اختار الهجوم المتواصل لكن هجماته ظلت تتساقط عند الصلابة والكثافة الدفاعية قبل ان يتمكن البديل علي عفيف من ان يصبح هو الورقة الرابحة لفريقه عندما سجل له هدف التعادل من اول لمسه في الدقيقة (82) ليعقبها ابوكو بهدف الفوز الثاني بعد خمس دقائق فقط لتنقلب المباراة رأسا على عقب ويخرج السد هو الفائز في هذه المباراة المثيرة والجميلة والتي قدمت للريان اجمل هدية لانها منحته فرصة العودة الى القمة برصيده البالغ (42) نقطة وهو نفس الرصيد الذي يمتلكه الغرافة لكن فارق الاهداف يصب في مصلحة الاول في حين اصبح السد اكثر قربا منهما عند المركز الثالث دون ان تفصله عنهما سوى نقطة واحدة فقط وهو ما يجعل القمة في اعلى درجات الغليان عند ا لامتار الاخيرة من رحلة الدوري الماراثونية هذه.
الشوط الاول.
كان الطابع الهجومي هو الصفة الغالبة على التشكيلة التي بدأ بها كل من الفريقين هذه المباراة حيث اندفع كل منهما بمثل هجومي فكان هناك كليمرسون وفرنانداو ومن خلفهما نشأت اكرم في الغرافة وابوكو وخلفان ابراهيم ومن خلفهما باسكال في السد. وكان واضحا ان الفريقين يلعبان بطريقة متشابهة الى حد بعيد اذ كان هناك ثلاثة لاعبين في وسط كل منهما ، فلعب عثمان العساس في مركز الارتكاز ليؤدي واجبات دفاعية وامامه انس مبارك في اليمين وسعود صباح في اليسار بالنسبة الى الغرافة بينما كان هناك فيليبي هو الذي يؤدي دور لاعب الارتكاز في السد ومن امامه عند الجانبين مسعد الحمد في اليمين ومحمد عبدالرب في اليسار اضافة الى اعتماد كل فريق على اربعة مدافعين في الخلف هم محمد ربيع وخليفة عايل في قلب دفاع السد وابراهيم ماجد في اليسار وناصر نبيل في اليمين بينما كان بلال محمد ومحمد الحاج في قلب دفاع الغرافة والى الجانبين جورج كوسي في اليمين وحامد شامي في اليسار.
السد اكثر انفتاحا في الامام.
ومنذ الدقائق الاولى للمباراة كان واضحا ان السد اكثر انفتاحا في الجانب الهجومي في حين كان الغرافة قد ركز كثيرا على محاولة غلق المنافذ الدفاعية من خلال الكثافة العددية الناجمة من عودة لاعبي الوسط ليؤدوا دورا دفاعيا اكثر منه هجوميا مع الاعتماد على الكرات الطويلة في حين كان السد قد بالغ كثيرا في تقدمه وتوغل اغلب لاعبيه بما فيهم ابراهيم ماجد وناصر نبيل وكلاهما كانا يتقدمان بلا حذر اغلب الاحيان مثلما كان يفغل زميلهم خليفة عايل ايضا اكثر من مرة.
هدف غرافاوي بتألق لكليمرسون.
ومع ان التقدم السداوي هذا كان يشكل ضغطا مستمرا على دفاعات الغرافة ويتسبب بالتالي في فرض الكثير من التراجع على اغلب لاعبيه الا انه في المقابل كان يتسبب ايضا في خلق العديد من الثغرات في دفاعات السد وهو جعل مرمى محمد صقر مهددا فعلا من خلال اي محاولة سريعة للاعبي الغرافة بحيث ادى ذلك بالتالي الى اصابته في وقت مبكر وتحديدا في الدقيقة التاسعة عندما تمكن فرنانداو من تمرير كرة طويلة من منتصف الملعب الى زميله كليمرسون الذي ينجح في المرور من بين محمد ربيع وخليفة عايل ليواجه الحارس ويراوغه ثم يمرر الى المرمى الخالي مسجلا هدف السبق في وقت نموذجي من المباراة.
ضغط سداوي وتراجع غرافاوي .
وفي الحقيقة فان الهدف هذا كان قد دفع لاعبي السد الى التركيز اكثر فاكثر على الجانب الهجومي بحثا عن فرصة التعديل فكان ان شكل ذلك عبئا كبيرالا على دفاعات الغرافة وبالتالي فانه فرض على اغلب لاعبيه التراجع الى الخلف لواجهة ذلك الضغط والتخفيف من الضغط على زملائهم في الخلف غير ان للاندفاع هذا وجه سلبي اخر كان يتمثل الثغرات الخطيرة في الخلف وهو ما جعل اي تحول هجومي للغرافة في منتهى الخطورة لا سيما اذا ما اتسم بالسرعة في الانتقال نحو الامام. غير ان مشكلة الغرافة في هذا الجانب كانت تتمثل في غياب هذه السرعة اذ كانت تحولاته الهجومية تفتقر لذلك وبالتالي فالنه اضاع اطكثر مكن فرصة كان يمكن ان تستثمر بشكل افضل.
اما السد ، فعلى الرغم من تأخره بهدف الا ان كفته كانت تبدو هي الارجح هجوميا اذ كان يلعب قريبا من مرمى قاسم برهان اغلب زمن هذا الشوط واستطاع ان يهدده بالعديد من المحاولات وكان من بينها تلك التي اطلق فيها ابراهيم ماجد المتوغل في اقصى اليسار كرة خطيرة مرت من امام المرمر دون ان تجد من يكملها في الشباك عند الدقيقة (15) اعقبتها اخرى بعد اقل من دقيقة وسدد فيها مسعد الحمد كرة ارضية خطيرة جدا لكنها مرت من جانب القائم تماما قبل ان يرد عليها الغرافة بمحاولة ثانية نقل فيها فرنانداو كرة مماثلة لكرته الاولى الى كليمرسون الذي يتقدم ويمرر الى نشأت اكرم المتوغل في الجزاء لكن الكرة تطول منه قليلا لتنتهي الى خارج الملعب.
محاولات سداوية غير مثمرة.
ويعود السد ليخطر مرمى الغرافة بمحاولتين في اقل من دقيقتين كانت الاول من خلال تسديدة قوية لمسعد الحمد ارتطمت باحد المدافعين ليتغير مسارها وتنتهي الى ركنية عند الدقيقة (25) بينما كانت الثانية لباسكال الذي سدد من مشارف الجزاء كرة خطيرة جدا انتهت الى جانب القائم هي الاخرى ، قبل ان يعود اللاعب نفسه ليسدد كرة اكثر خطورة قبل صافرة نهاية الشوط بدقيقة واحدة الا ان الحارس قاسم برهان يخرجها من المثلث الايسر لمرماه لينقذ فريقه من هدف اكيد.
الشوط الثاني.
ويعود الفريقان الى الشوط الثاني من حيث انتهيا في الشوط الاول اذ لم يكن هناك اي تغيير في صفوفيهما وظل السد هو الضاغط هجوميا مثلما ظل الغرافة مدافعا باغلب لاعبيه بحيث كان كليمرسون يبدو وحيدا في الامام اغلب الاحيان بينما كان العساس وسعود صباح وحتى انس مبارك قريبين جدا من زملائهم في الخلف دون ان يعبرا خط الوسط الا باستثناءات قليلة جدا.
وربما كان يعيب السد في محاولاته الضاغطة تلك اصراره غير المبرر على محاولة الاقتحام من العمق بينما كان المطلوب منه امام مثل هذا التكدس الدفاعي اللجؤ الى حلول بديلة سواء من خلال التحرك نحو الاطراف لفرض الانفتاح على دفاعات الخصم او من خلال الاعتماد على التسديد من بعيد.
فرصتان ذهبيتان للسد.
الا ان شيئا من ذلك لم يحدث لتبقى المحاولات الهجومية المتواصلة تلك عقيمة وبلا جدوى حيث كانت الفرص تضيع تباعا ومنها تلك التي شهدتها الدقيقة (47) عندما نجح خلفان وابوكو في التوغل سريعا في الجزاء فواجها المرمر تماما الا انهما لم يحسنا رسم النهاية السليمة لتذهب كرتهما الى الخارج قبل ان يرد عليها الغرافة عقب اقل من دقيقة بهجمة سريعة انتهت فيها الكرة عند كليمرسون الذي واجه المرمى منفردا ليسدد لكن كرته تسقط بين قدمي الحارس محمد صقر.
ومرة اخرى تتاح للسد فرصة من ذهب عند الدقيقة (55) عندما ارتكب مدافع الغرافة محمد الحاج خطأً فادحا كاد ان يكلف فريقه الكثير الا ان ابوكو يرفض الهدية فتضيع منه الفرصة بطريقة غريبة لا تتفق ابدا وما عرف عن مهارته وامكاناته التي لم تتأثر كثيرا بالرقابة المشددة التي كان يفرضها عليه محمد الحاج الذي لم يتوان حتى في استخدام بعض الخشونة معه في بعض الاحيان لكي يمنعه في فعل شيء مهم في الامام.
وكان الاهدار المستمر للفرص لابد وان يترك اثارا سلبية على السد لانه كان يؤدي الى التسرع وبالتالي فقدان التركيز وهو ما حصل فعلا في الدقائق التالية رغم ان مرمى الغرافة ظل مهددا بمحاولات متواصلة مثل تلك التي شهدتها الدقيقة (75) عندما لعب فيليبي كرة ركنية انتهت عند خليفة الذي سدد بالمباشر من خارج الجزاء فكانت في منتهى الخطورة لكنها مرت من فوق العارضة بقليل.
ومثلما ضاعت من السد تلك الفرصة الثمينة جدا كانت قد ضاعت من الغرافة فرصة اثمن بعد اقل من دقيقة اثر تلك الهجمة السريعة التي مرر فيها كليمرسون كرة رائعة الى فرنانداو ليسدد قوية جدا ولكن الى جوار القائم تماما.
هدفان سداويان بخمس دقائق.
ويلجأ المدربان الى الاوراق البديلة حيث عمد مدرب السد موسوفيتش الى تعزيز الامكانات الهجومية لفريقه عندما زج بعلي عفيف في الدقيقة (80) بدلا من المدافع خليفة عايل بعد ان كان قد زج ايضا باللاعب جفال راشد بدلا من مسعد الحمد حيث عاد جفال الى الخلف بينما كان باكيتا مدرب الغرافة قد زج بيونس محمود بدلا من سعود صباح في الدقيقة (80) ايضا.
ويبدو ان علي عفيف كان هو الورقة الرابحة في كل ذلك حيث استطاع ان يعيد السد للمباراة من اول لمسة عندما سجل هدف التعادل لفريقه في الدقيقة (82) اثر كرة طويلة حاول يونس محمود المتراجع ان يبعدها برأسة لكنها سقطت امام عفيف الذي سدد بالمباشر ارضية الى داخل المرمى على يمين حارسه قاسم برهان.
ولم يكتف السد بذلك اذ واصل ضغطه بكل حماس فكان ان حصل بعد خمس دقائق فقط على ركلة حرة عند الجانب الايمن لعبها فيليبي الى داخل الجزاء فصعد لها ابوكو من على خط الست ياردات ليلعبها رأسية من بين المدافعين ويضعها في المرمى معلنا عن هدف الترجيح السداوي الثاني الذي انهى به الامل الغرافي في الرمق الاخير ليجعله يصحو من حلم التخلص من هذه العقدة المستعصية التي اسمها السد.

مشكووووووووووور وما تقصر حبيبي ~

مشكور آخوي
على التغطية
تسلم
وبالتوفيق

شاكر لمرورك الحلوو..}~