العنابي يخسر أمام إيران بهدف من خطأ دفاعي..!~

السلام عليكم ..}~

بهدف وحيد خسر العنابي تجربته مساء أمس أمام منتخب إيران في المباراة التي جرت بينهما على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد وذلك في إطار استعدادات المنتخبين للجولة الرابعة من تصفيات الحسم الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم حيث تنتظر العنابي مباراة مهمة مع اليابان بينما تنتظر المنتخب الإيراني مباراة مماثلة أمام الإمارات في التاسع عشر من هذا الشهر.
واتسمت هذه المباراة بالكثير من الحماس وطغى فيها على أداء لاعبي المنتخب الإيراني الكثير من الخشونة ولاسيما في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي وقبل أن يعود المنتخب الإيراني ليحسمها في الدقيقة ( 74 ) بالهدف الوحيد الذي سجله مهاجمه غلام رضائي نتيجة خطأ في سوء التغطية الدفاعية للعنابي.
وكان ميتسو قد حرص على الزج باغلب لاعبينا في هذه التجربة للوقوف على حجم استعداداتهم للمهمة الكبيرة التي تنتظرهم امام اليابان ولا سيما العائدين من الاصابة وتحديدا بلال محمد الذي خاض المباراة بشوطيها واظهر مستوى مطمئنا وكذلك زميله ماركوني الذي شارك في الدقائق الأخيرة فقط وكان يبدو فيها وقد اقترب كثيرا من الجاهزية.
وأشرك ميتسو في هذه التجربة (19) لاعبا بعد أن أجرى ثمانية تبديلات في صفوف العنابي خلال الشوط الثاني بحيث شمل التغيير جميع اللاعبين باستثناء ثلاثة فقط هم بلال محمد ومحمد عبدالرب وسلمان مصبح.
أما المنتخب الإيراني الذي خاض هذه المباراة بدون عدد من لاعبيه المحترفين فقد لجأ مدربه علي دائي هو الآخر الى سلسلة من التغييرات التي طالت ستة من لاعبيه خلال الشوط الثاني.
وبعيدا عن النتيجة هذه يمكن القول ان العنابي كان قد لعب بكثير من التوجس أغلب زمن الشوط الأول الذي رجحت فيه كفة المنتخب الإيراني الا ان الصورة اختلفت كثيرا في الشوط الثاني ليصبح العنابي هو الأنشط والاخطر لكنه سمح لإحدى الكرات المرتدة السريعة من أن تصيب مرماه على عكس مسار المباراة في دقائقها تلك.
وكان واضحا ان الايرانيين قد ركزوا كثيرا منذ بدء المباراة على محاولة فرض رقابة مشددة على اخطر لاعبينا وخصوصا سبستيان الذي عانى كثيرا من ذلك وهو ما تسبب في غياب خطورته .. وحتى عندما لجأ ميتسو الى سلسلة التغييرات التي سعى خلالها الى تكثيف الجهد الهجومي فإن ذلك كان قد اصطدم بصلابة دفاعات ايران التي بذلت جهدا كبيرا وخصوصا في الشوط الثاني للحد من خطورة لاعبينا وبالتالي الحفاظ على التقدم بذلك الهدف الذي رجح الكفة الإيرانية في هذه التجربة المهمة.
الشوط الاول
اختار ميتسو أن يبدأ المباراة بقلبي دفاع هما بلال محمد العائد من الاصابة وابراهيم ماجد الذي اعتاد قبل ذلك ان يلعب في مركز المدافع الأيسر، في حين لعب إلى جانبيهما سلمان مصبح في اليمين ومعاذ يوسف في اليسار .. اما في الوسط فقد لعب طلال البلوشي في مركز الارتكاز اضافة الى محمد عبدالرب الذي كان يفترض ان يؤدي دورا هجوميا خلف سبستيان وخلفان ابراهيم في حين لعب عند الجانبين فابيو وحامد اسماعيل اللذان كان يتبادلان مركزيهما يمينا ويسارا باستمرار.
أما المنتخب الايراني فكان يلعب بذات الطريقة ولكن بتركيز واضح على منطقة الوسط من خلال السعي لخلق كثافة عددية فيها الى جانب مراهنته على القوة وسرعة الانقضاض مع شيء من الخشونة التي ميزت اغلب لاعبيه.
توجس وحذر
وكان واضحا منذ البداية ان العنابي يميل الى شيء من التوجس وربما الحذر من الإصابة وهو ما جعل لاعبيه يتجنبون الاحتكاك المباشر مع الخصم لا سيما وان لاعبي ايران كانوا يتميزون بالقوة الجسمانية والحماس الذي كان يدفع بهم الى الضغط المباشر والسريع حتى وان كان ذلك في مناطق بعيدة عن المرمى.
وبدا واضحا منذ البداية ايضا أن الايرانيين قد ركزوا كثيرا على سبستيان ففرضوا عليه رقابة مشددة تناوب فيها سيد جلال حسيني وبيروز قرباني وكلاهما سعيا الى محاولة ايقافه بأي ثمن سعيا للحد من خطورته وهو ما حصل فعلا حيث لم نشهد من سبستيان ماهو مهم طوال الشوط الأول في حين كان خلفان يبدو بعيدا عنه حيث فصلت بينهما مساحات واسعة الأمر الذي سهل كثيرا من مهمة الدفاع الإيراني لا سيما وأن انكماش سبستيان وابتعاد خلفان لم يعوض من خلال اندفاع لاعبي الوسط لأداء الدور الهجومي في حالات من هذا النوع مثلما يفترض.
محدودية نشاط وسط العنابي
كما ان من بين ما تسبب في غياب فاعلية هجوم العنابي هو ضعف الدور الذي كان ينهض به لاعبو الوسط سواء في العمق او عند الجانبين .. فلم نشهد الكثير من محاولات الصعود في الجانبين من قبل حامد اسماعيل و فابيو مثلما لم نشهد ما كان مطلوبا من محمد عبدالرب الذي مال كثيرا الى الخلف على غير عادته في وقت انشغل فيه طلال البلوشي في المماحكة مع خصومه مع تراجع مستمر نحو الخلف للاسهام في تعزيز الجهد الدفاعي للعنابي.
وفي العموم يمكن القول ان المنتخب الايراني كان هو الانشط والاكثر فاعلية خلال الشوط الاول هذا حيث تمكن من ان يفرض سيطرته على منطقة العمليات ليتحرك فيها بحيوية وينقل العديد من الكرات الى الامام مع تركيز واضح على العمق سعيا لاستثمار تلك الثغرة التي كان يسببها ابتعاد ابراهيم ماجد نحو اليسار الامر الذي جعل بلال محمد يتحمل العبء الاكبر في منطقته تلك امام المرمى.
غير ان ارجحية المنتخب الايراني هذه كانت تنحصر في الوسط دون ان تترجم الى ماهو مهم ففي الامام اذ لم نشهد محاولات تهديفية جادة او خطيرة طوال زمن هذا الشوط باستثناء محاولة وحيدة كانت في الدقيقة قبل الاخيرة عندما حصل كريم باقري المتوغل في منطقة الجزاء على كرة طويلة ثابته من اقصى اليمين ليسددها رأسية خطيرة مرت من فوق العارضة تماما.
محاولتان للعنابي
أما العنابي ، فعلى الرغم من محدودية محاولاته الا انه تمكن من اخطار المرمى الايراني في محاولتين كانت الاولى عند الدقيقة ( 11 ) عندما نجح حامد اسماعيل في التوغل سريعا في اقصى اليمين ليمرر كرة عرضية جميلة الى داخل الجزاء امام المرمى الا ان سبستيان المراقب بشدة لن يتمكن من استثمارها لتمر الى الخارج ، بينما كانت الثانية عند الدقيقة ( 27 ) وكانت مرر كرة ثابتة من على بعد اكثر من ثلاثين ياردة لعبها فابيو خطيرة جدا لتمر من فوق التقاء القائم بعارضة المرمى على يمين الحارس تماما.
الشوط الثاني
ويعود العنابي الى الشوط الثاني بستة تغييرات دفعة واحدة حيث زج المدرب ميتسو باللاعبين علي عفيف ويوسف احمد وماجد محمد ومحمد عمر ومشعل مبارك اضافة الى الحارس رجب حمزة بدلا من خلفان ابراهيم وفابيو وطلال البلوشي ومعاذ يوسف وحامد اسماعيل والحارس محمد صقر في حين عاد منتخب ايران بتغيير واحد طال حارس مرماه سيد رحمتي ليحل محله وحيد طالب قبل ان يعود المدرب علي دائي ليجري اربعة تبديلات اخرى في وقت واحد عند الدقيقة ( 57 ).
تغييرات بطابع هجومي
وكان واضحا ان الاداء الهجومي للعنابي قد تحسن كثيرا خلال هذا الشوط بسبب من التغييرات التي لجأ اليها ميتسو رغم انها بدت وكأنها جاءت على حساب الوسط.
فقد اصبح العنابي يندفع بسبستيان ويوسف احمد في الامام ومن خلفهما عند الجانبين ماجد محمد في اليمين وعلي عفيف في اليسار اضافة الى محاولات الاختراق من العمق بواسطة محمد عبدالرب ومحمد عمر .. والواضح هنا هو ان كل هذه الاسماء تتميز بالميول الهجومية الامر الذي فرض على لاعبي ايران الكثير من التراجع هذه المرة في محاولة للتركيز على الجانب الدفاعي ولكن دون ان يمنعهم ذلك من الانطلاق ببعض المحاولات من خلال الكرات الطويلة بين حين واخر.
وبسبب من هذا الاندفاع الهجومي للعنابي بدأنا نشهد بعض المحاولات الجادة بعد ان اصبح لاعبونا اكثر قربا الى مرمى خصمهم .. وهاهو ماجد محمد يسدد كرتين في اقل من دقيقة بعد ان كان محمد عبدالرب قد مرر كرة رائعة الى يوسف احمد داخل منطقة الجزاء الا ان الاخير يتعثر وهو قريب جدا من المرمى على خط الست ياردات الامر الذي سمح للحارس الايراني في ابعاد الكرة من امامه عند الدقيقة ( 55 ).
خطأ دفاعي وهدف إيراني
غير ان ما كنا نخشاه من هذا الاندفاع المبالغ فيه للعنابي بستة من لاعبيه كان قد حصل فعلا .. فهاهو المنتخب الايراني ينطلق بكرة طويلة انتهت عند المهاجم غلام رضائي الذي تمكن من ان يتوغل سريعا في الجزاء عند الجانب الايسر ليواجه سلمان مصبح الذي عجز عن مجاراته فواجه المرمى وسدد مباشرة نحو الشباك محرزا هدف السبق الايراني عند الدقيقة ( 74 ) من المباراة.
وكان الهدف الايراني هذا قد حفز لاعبيه على التواصل في انطلاقاتهم الهجومية والتخلي عن انكماشهم الدفاعي ليعودوا مرة اخرى ويقتربوا من مرمى العنابي في اكثر من محاولة ولكن ان يتمكنوا من ترجمة تحركاتهم تلك بالشكل الصحيح في وقت خفت فيه حماس لاعبينا في الامام على العكس مما كان متوقعا لهم اذ كنا ننتظر منهم تصعيد خطورتهم في الامام بحثا عن هدف التعادل.
ومرة اخرى يعود المدرب ميتسو ليتدخل من جديد عند الدقيقة (82) حيث زج بمدافعنا ماركوني العائد هو الاخر من الاصابة ليحل محل ابراهيم ماجد بينما لعب حسن الهيدوس بدلا من سبستيان في الامام.
وفي الحقيقة فان تحركات العنابي في الدقائق الاخيرة تلك بدت اكثر تنظيما وكان لاعبونا هم الاكثر استحواذا على الكرة وربما اصبح خطنا الدفاعي اكثر تماسكا بعد اشراك ماركوني غير ان ما كان ينقص العنابي هو التركيز على الجانبين ومحاولة فرض الانفتاح على دفاعات منتخب ايران لا سيما وان حيوية لاعبي الاخير بدأت بالتراجع ربما بسبب نقص في اللياقة او بسبب الجهد الكبير الذي سبق وان بذلوه في الشوط الاول .. غير ان حسن الهيدوس ويوسف احمد تمسكا كثيرا بالعمق مثلما فعل ماجد محمد وعلي عفيف اذ كانت تحركاتهما تميل ايضا الى الداخل وهو ما سهل من مهمة الدفاع الايراني الذي تمكن من مواجهة كل تلك التحركات بكثير من الصلابة ليبقى محافظا على نظافة مرماه ويخرج المنتخب الايراني فائزا في هذه التجربة بهدفه الوحيد ذاك.

يعطــيك العـافيه

الله يعافيك ..